المرض الغامض !... احدى اعراض لقاح انفلونزا الخنازير الجانبيه
صفحة 1 من اصل 1
المرض الغامض !... احدى اعراض لقاح انفلونزا الخنازير الجانبيه
جلين باري ... المرض الغامض ..!
هناك الكثير من الجدل الدائر حاليا حول لقاح أنفلونزا الخنازير، وما إذا كان ضرره أكبر من نفعه أم العكس، ومن ضمن الآثار الجانبية التي تردد أن اللقاح قد يتسبب فيها الإصابة بمرض جلين باري؛ لكن ما هو هذا المرض؟
جلين باري هو واحد من الأمراض الغريبة التي لا يعرف للإصابة به سبب في حوالي 60% من الحالات، ويبلغ معدل الإصابة به في العالم حوالي 2 في المائة ألف. أول من وصف المرض كان الطبيب الفرنسي جان لاندري عام 1859، وفي عام 1916 قام كل من جورج جلين وجان باري وأندريه سترول بتشخيص المرض ووصفه تفصيليا، ومن أسمائهم حصل المرض على اسمه.
و"متلازمة جلين باري" هو مرض مناعي يتميز بالتهاب حاد يصيب الجهاز العصبي الطرفي للمريض، وعادة ما يبدأ المرض بعد إصابة المريض بعدوى حادة، ويؤدي المرض إلى إصابة المريض بضعف في عضلات ساقيه والذي قد يمتد إلى الذراعين والوجه، وقد يصل الأمر إلى الوفاة في حال حدوث مضاعفات رئوية. ويعتبر المرض أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث الشلل في العالم، بعد استبعاد التعرض للصدمات بأنواعها.
الأعراض
يتميز المرض بحدوث ضعف في العضلات يؤثر على الساقين أولا، ثم يمتد إلى أعلى بوتيرة متسارعة. عادة ما يلاحظ المريض فجأة أن ساقيه قد أصبحتا ضعيفتين ومثل الجيلي، وقد يشعر فيهما بتنميل أو لا يشعر؛ لكن الضعف سرعان ما يمتد إلى أعلى خلال فترة تتراوح بين ساعات وأيام، وقد تتأثر الذراعان وعضلات الوجه. أحيانا تحدث مشاكل في الرئة مع صعوبات في البلع. يجب نقل المريض إلى المستشفى، ويحتاج حوالي 30% من المرضى إلى إجراء تنفس صناعي، وفي الحالات الشديدة قد يحدث خلل في وظائف المثانة أيضا.
ولماذا يحدث المرض؟
يعود سبب المرض إلى حدوث تفاعل مناعي ذاتي استجابة لوجود أنتيجين غريب، هذا الأتنيجين غالبا ما يكون ميكروبا (فيروس أو بكتيريا في العادة)، وهذا التفاعل يؤدي إلى أن يتم توجيه أسلحة المناعة الموجودة في الجسم بالخطأ إلى أنسجة الأعصاب بدلا من توجيهها إلى الأنتيجين الغريب؛ مما يؤدي إلى اعتلال الأعصاب.
حوالي 60% من الحالات لا يوجد أي سبب واضح لإصابتها، وترجّح بعض الدراسات إلى أنه في بعض الحالات يحدث هذا التفاعل المناعي بسبب الإصابة بفيروس الأنفلونزا. ويؤدي التفاعل المناعي إلى تلف طبقة المايلين، وهي هي الطبقة الدهنية التي تغلف الأعصاب، مما يؤدي إلى تلف في آليّة توصيل الإشارات العصبيّة في العصب، وبالتالي ضعف العضلة التي يحركها هذا العصب وإصابتها بالشلل. أحيانا يؤثّر المرض أيضا على الأعصاب الحسيّة (المسئولة عن الإحساس).
إذا كانت الإصابة خفيفة فإن محور العصب axon يظل سليما وبالتالي تصبح هناك إمكانية للشفاء الكامل إذا حدثت عملية إعادة تكوين لمادة المايلين - التي تغلف الأعصاب – بالسرعة الكافية. أما في الحالات الشديدة فإن محور العصب يتعرض للتلف وبالتالي يحدث الشلل. لحسن الحظ أن المرض يؤثر فقط على الجهاز العصبي الطرفي وليس المركزي، وبهذا يظل كل من المخ والحبل الشوكي سليمين.
التشخيص
تشخيص جلين باري يعتمد على ملاحظة الانتشار السريع لشلل العضلات مع عدم وجود حمى، مع وجود سبب محرض كحدوث إصابة فيروسية في وقت قريب. قد يطلب الطبيب تحليل السائل النخاعي، مع اختبارات كهربية للأعصاب والعضلات.
التعامل مع المرض
يجب العناية التامة بالمريض ومراقبة وظائفه الحيوية في المستشفى عند الإصابة، مع ملاحظة وظائف التنفس خوفا من أن يؤثر المرض على عضلة الحجاب الحاجر مما يؤدي إلى فشل التنفس.
عندما تستقر حالة المريض يتم إعطاؤه جرعات عالية من الإيميونوجلوبيولين بالوريد، أو يتم عمل عملية plasmapheresis للمريض، وهي عملية يتم فيها استخلاص البلازما من دم المريض ومعالجتها ثم إعادتها لدورته الدموية مرة أخرى. إلا أن العلاج يجب أن يتم في خلال أسبوعين من ظهور الأعراض وإلا فإنه يصبح غير فعال.
بعد مرور المرحلة الحرجة يدخل المريض في مرحلة إعادة التأهيل من خلال العلاج الطبيعي لمحاولة إعادته إلى سابق عهده، ومساعدته ليستطيع أن يؤدي أعماله اليومية بنفسه، مثل غسيل الأسنان والاستحمام وارتداء الملابس، ويستغرق الأمر وقتا ويتوقف نجاحه من عدمه على إرادة المريض نفسه وعلى مدى شدة الإصابة.
جلين باري ولقاح الأنفلونزا
أشارت إحدى الدراسات أن لقاح الأنفلونزا – أيا كان نوع هذه الأنفلونزا وليس لقاح أنفلونزا الخنازير بالذات – قد يتسبب في الإصابة بمرض جلين باري كأحد الأعراض الجانبية للقاح، إلا أن الدراسة أشارت إلى أن معدل حدوث هذا العرض الجانبي لا يتجاوز واحد في المليون. وقد اعتمدت الدراسة على أن 500 شخص من متعاطي لقاح أنفلونزا الخنازير عام 1976 أصيبوا بالمرض، مات مهم 25 من جراء مضاعفات جلين باري. لكن حتى الآن يظل دور اللقاح في حدوث هذه الإصابات غير واضح؛ حيث يرجح البعض أن لقاح 1976 كان ملوثا بالبكتيريا. لكن منذ عام 1976 لم يحدث أي ربط بين جلين باري وأي لقاح أنفلونزا آخر أيا كان نوعه. لكن من ناحية أخرى فإن الإصابة بفيروس الأنفلونزا نفسه هي أحد الأسباب الرئيسية لتحفيز ظهور جلين باري، حيث يزيد فيروس الأنفلونزا من احتمالية حدوث الإصابة بعشرة أضعاف، وعلى هذا فإن البعض يعتبر أن تعاطي لقاح الأنفلونزا هو أحد وسائل الوقاية من جلين باري.
في الفترة من 6 أكتوبر إلى 24 نوفمبر 2009 تلقت السلطات الصحية في الولايات المتحدة أنباء عن إصابة 10 أشخاص - طعموا بلقاح أنفونزا الخنازير – بمرض جلين باري، 4 حالات منهم فقط تم إثبات أنها حالات جلين باري حقيقية، لكنها تظل أربع حالات فقط ظهرت ضمن 46.2 مليون شخص تم تطعيمهم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى